27 - 06 - 2024

تباريح | سر العداء

تباريح | سر العداء

أرشيف المشهد

10-8-2013 | 21:08

لم يتركوا باكية تبكي عليهم .. هذا هو حال جماعة الإخوان المسلمين .

يتساءل المرء أحيانا عن كيفية صناعة كل هذه الكراهية في عام واحد ؟؟ هل هي السلطة ؟؟ أم القيادة الخطأ؟

بالطبع لن تجد إخوانيا يعترف أبدا بخطايا الجماعة، سيخبرك بقناعة وتصديق كاملين أن أعداء الحرية وأعداء الدين تحالفوا عليها ، فعوقوا خطاها وشوهوا أعمالها ، وأن إعلاما فاسدا وقضاء فاسدا ونخبة فاسدة اجتمعت على "خلع الجماعة" من السلطة وتحاول خلعها من المجتمع.

المتخلفون عقليا وحدهم من يمكن أن يصدقوا ذلك ، فكثير من أعداء الإخوان طلاب حرية ، دفعوا أثمانا كثيرة على مدار أعمارهم ، وكثير منهم لا يستطيع أحد المزايدة على إيمانهم أو تقواهم .

الناس لا يختلفون مع الإخوان بسبب تدينهم .. هذه أكذوبة كبرى تحاول الجماعة ترويجها ، فقد كان أعضاؤها محبوبون بين جنبات المساجد ، يخطبون ويؤمون الصلوات ، ويدعون إلى الله بـ" الحكمة والموعظة الحسنة" ، فلما حضر "شيطان السياسة" وقع الشقاق ، وظهر التنظيم نفعيا كأي حزب آخر ، يبيع ويشتري ، يتآمر ويعقد الصفقات ، يتواطأ أحيانا على الدم وعلى الفساد .

لم يكن الخطر في ذلك وحده ، بل في عمل الجميع بالسياسة ، فالدعاة الكبار الذين كانوا يحظون بإجلال واحترام ، فقدوا الكثير من وقارهم وهيبتهم وسط جموع الناس ، حين بدأوا يدافعون عن الجماعة كجماعة ، يبررون أخطاءها ويلبسون أفعالها رداء الدين فيسيئون إليه من حيث أرادوا أن يحسنوا للجماعة .

فداعية مثل الشيخ أحمد المحلاوي ( على سبيل المثال لا الحصر ) كان محل إجماع من القوى السياسية على مدى عقود، كيف تغيرت الأمور فجأة وأصبح "الداعية" خصما يحاصر داخل "القائد إبراهيم"، ويخرج في حراسة الشرطة ، ويجري "تحت سمعه وبصره" استجواب وتعذيب لخصوم سياسيين تم اختطافهم إلى داخل المسجد.

الخصومة السياسية شيء والدينية شيء آخر ، فالاختلافات الدينية تبقى في "النموذج المصري" محصورة في أضيق الحدود . لا أختلف على إيمان الإخوان ولا تقواهم ولا صلاحهم الديني من عدمه ، ولكن الخلاف في ممارستهم للسياسة والحكم . ولأنهم ليس لديهم أي تبرير لفشلهم السياسي الذريع يلجأون إلى خلط الأوراق ، ويجعلون من أعدائهم أعداء للدين ولشرع الله .

هم يكذبون على أنفسهم وعلينا ، ولذلك لا يستحقون غير الوضع الذي آلوا إليه .

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان